{ يومئذ } أي يوم نسف الجبال { يتبعون الداعي } أي يتبع الناس داعي الله إلى المحشر فيقبلون من كل أوب إلى صوبه . قال الفراء : يعني بالداعي صوت الحشر ، وقيل هو إسرافيل إذا نفخ في الصور ، والراجح أن الداعي جبريل والنافخ إسرافيل تأمل .
{ لا عوج له } أي معدل لهم عن دعائه فلا يقدرون على أن يزيغوا عنه وينحرفوا منه بل يسرعون إليه ، كذا قال أكثر المفسرين ، وقيل لا عوج لدعائه ولا يزيغون عنه يمينا ولا شمالا ، بل يتبعونه ويأتونه سراعا ولا يميلون إلى ناس دون ناس ، وقيل لا عوج لذلك الإتباع ، والأول أظهر .
وعن محمد بن كعب القرظي قال : يحشر الناس يوم القيامة في ظلمة تطوي السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر ؛وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمونه ، فذلك قول الله يومئذ { يتبعون الداعي لا عوج له } .
وعن أبي صالح في الآية قيل : يضع إسرافيل الصور في فيه ويقف على صخرة بيت المقدس وينادي : أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة والأوصال المتقطعة ، هلمي إلى عرض الرحمن فإن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء ، فيقبلون من كل أوب إلى صوبه لا يعدلون عنه ويستوون إليه من غير انحراف ، متبعين لصوته .
{ وخشعت الأصوات للرحمن } أي خفضت لهيبته وجلاله ؛ وقيل ضعفت لعظمته ، وقيل دلت من شدة الفزع ، وقيل سكنت ، قاله ابن عباس ، والمراد أصحاب الأصوات .
{ فلا تسمع إلا همسا } هو الصوت الخفي ، قاله ابن عباس ومجاهد . وقال أكثر المفسرين : هو صوت نقل الأقدام إلى المحشر ووطئها ، ومنه همست الإبل إذا سمع ذلك من وقع أخفافها على الأرض . وعن الضحاك وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن مثله ، وعن سعيد أيضا قال : سر الحديث والظاهر أن المراد هنا كل صوت خفي ، سواء كان بالقدم أو من الفم بتحريك الشفاه أو غير ذلك ، ويؤيده قراءة أبيّ : فلا ينطقون إلا همسا وهو مصدر همست الكلام ، من باب ضرب إذا أخفيته والاستثناء مفرغ . وقال الزمخشري : الهمس الذكر الخفي ومنه الحروف المهموسة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.