{ يومئذ } أي يوم يقع ما ذكرنا { لا تنفع شفاعة } من شافع كائنا من كان { إلا } شفاعة { من أذن له الرحمن } في أن يشفع لغيره ، وبه بدأ القاضي كالكشاف لما فيه من تعظيم الشافع ، واللام للتعليل ، أي لأجله .
{ ورضي له قولا } أي رضي قوله في الشفاعة ، أو رضي لأجله قول الشافع ، والمعنى إنما تنفع الشفاعة لمن أذن له الرحمن في أن يشفع له وكان له قول يرضى ، ومثل هذه الآية قوله : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } . وقوله { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا } . وقوله : { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } . وفيه دلالة على أنه لا يشفع أحد لأحد إلا لمن يأذن الله له فيها ، فلا شفاعة إلا بإذن منه سبحانه ، وهذا يدل على أنه لا يشفع لغير المؤمنين ؛ وبه صرح البغوي ؛ وهذه الآية من أقوى الدلائل على ثبوت الشفاعة في حق الفساق ، لأن قوله ورضي له قولا ، يكفي في صدقه أن يكون الله تعالى قد رضي له قولا واحدا من أقواله . والفاسق قد رضي الله من أقواله شهادة أن لا إله إلا الله فوجب أن تكون الشفاعة نافعة له بعد الإذن ، لأن الاستثناء من النفي إثبات . والجملة تفسير لمن يؤذن في الشفاعة له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.