فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَنشَأۡنَا لَكُم بِهِۦ جَنَّـٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ لَّكُمۡ فِيهَا فَوَٰكِهُ كَثِيرَةٞ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (19)

ثم بين سبحانه ما يتسبب عن إنزال الماء فقال :

{ فَأَنشَأْنَا } أي أوجدنا { لَكُم بِهِ } أي بذلك الماء { جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } إنما أفردهما بالذكر لكثرة منافعهما فإنهما يقومان مقام الطعام وإلادام والفواكه رطبا ويابسا . وقيل اقتصر سبحانه عليهما لأنهما الموجودان في الطائف والمدينة وما يتصل بذلك ، كذا قال ابن جرير . وقيل لأنهما أشرف الأشجار ثمرة وأطيبها منفعة وطعما ولذة .

{ لَّكُمْ فِيهَا } أي في هذه الجنات { فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ } تتفكهون بها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } وتطعمون منها شتاء وصيفا . وقيل : المعنى ومن هذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعاشكم ، كقولهم فلان يأكل من حرفة كذا ، وهو بعيد . وقيل المعنى إن لكم فيها فواكه من غير العنب والنخيل . وقيل المعنى لكم في هذين النوعين خاصة فواكه ، لأن فيهما أنواعا مختلفة متفاوتة في الطعم واللون .

وقد اختلف أهل الفقه في لفظ الفاكهة على ماذا يطلق اختلافا كثيرا ، وأحسن ما قيل أنها تطلق على الثمرات التي يأكلها الناس ، وليس بقوت لهم ولا طعام ولا إدام واختلف في البقول هل تدخل الفاكهة أم لا ؟ .