فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ أَنَسۡجُدُ لِمَا تَأۡمُرُنَا وَزَادَهُمۡ نُفُورٗا۩} (60)

ثم أخبر سبحانه عنهم بأنهم جهلوا معنى الرحمن فقال :

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ ؟ } قال المفسرون : إنهم قالوا : ما نعرف الرحمن ، إلا رحمن اليمامة ، يعنون مسيلمة قال الزجاج : الرحمن اسم من أسماء الله فلما سمعوه أنكروا فقالوا : وما الرحمن ؟ { أَنَسْجُدُ } الاستفهام للإنكار أي : لا نسجد { لِمَا تَأْمُرُنَا } أي للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له ، ومن قرأ بالتحتية فالمعنى أنسجد لما يأمرنا محمد ، بالسجود له . قيل هذه السجدة من عزائم السجود فيسن للقارئ والمستمع أن يسجد عند سماعها وقراءتها .

{ وَزَادَهُمْ } الأمر بالسجود { نُفُورًا } عن الدين وبعدا عنه ، وقيل : زادهم ذكر الرحمن تباعدا من الإيمان ، كذا قال مقاتل . والأول أولى ،