فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ} (92)

{ وأن أتلو القرآن } أي أداوم تلاوته وأواظب على ذلك لتنكشف لي حقائقه الرائقة ، المخزونة في تضاعيفه شيئا فشيئا . قيل : ليس المراد من ( أن أتلو ) بإثبات الواو من التلاوة ، وهي القراءة . أو من التلو وهو الإتباع ، كقوله : واتبع ما أوحي إليك من ربك ، وقرئ ( أنا أتل ) بحذف الواو أمرا له صلى الله عليه وسلم كذا وجهه الفراء ، قال النحاس : ولا تعرف هذه القراءة وهي مخالفة لجميع المصاحف ، ولقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما أمر به أتم قيام على أمره به .

{ فمن اهتدى } أي : على العموم ، أو فمن اهتدى بما أتلوه عليه ، فعملا بما فيه من الإيمان بالله والعمل بشرائعه { فإنما يهتدي لنفسه } لأن نفع ذلك راجع إليه لا إلى .

{ ومن ضل } بالكفر ، وأعرض عن الهداية ، { فقل } له : { إنما أنا من المنذرين } وقد فعلت الإنذار بإبلاغ ذلك إليكم وليس على ذلك . وقيل : الجواب محذوف ، أي : فوبال ضلاله عليه ، وأقيم ( إنما من المنذرين ) مقامه لكونه كالعلة له ، والأول أظهر ، قيل : نسختها آية القتال .