فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعَٰلَمِينَ} (108)

تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين108 ولله ما في السموات و ما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور 109

( تلك آيات الله ) أي القرآن المشتمل على نعيم الأبرار وتعذيب الكفار او التي تقدمت ( نتلوها عليك ) يا محمد متلبسة ( بالحق ) وهو العدل جملة حالية ( وما الله يريد ظلما للعالمين ) جملة تذليلية مقررة لمضمون ما قبلها .

وفي توجه النفي إلى الإرادة الواقعة على النكرة دليل على انه سبحانه لا يريد فردا من أفراد الظلم الواقعة على فرد من أفراد العالم فضلا أن يفعله ، وفاعله محذوف أي ظلمه للعالمين ، وأما ظلم بعضهم بعضا فواقع كثيرا وكل واقع فهو بإرادته ، واللام في " للعالمين " زائدة لا تعلق لها بشئ .