( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ) أي التقوى التي تحق له وهي ان لا يترك العبد شيئا مما يلزمه فعله ، ولا يفعل شيئا مما يلزمه تركه ، ويبذل في ذلك جهده ومستطاعه .
قال القرطبي ذكر المفسرون انها لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقوى على هذا ، وشق عليهم ذلك فأنزل الله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) فنسخت هذه الآية روي ذلك عن قتادة والربيع وابن زيد ، قال مقاتل وليس في آل عمران من المنسوخ شئ إلا هذا .
وقيل إن قوله اتقوا الله مبين لقوله ( فاتقوا الله ما استطعتم ) والمعنى اتقوا الله حق تقاته ما استطعتم ، قال وهذا أصوب لأن النسخ إنما يكون عند عدم الجمع ، والجمع ممكن فهو أولى .
قال ابن عباس في الآية هو أن يطاع فلا يعصى ؛ ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى ؟ وقال مجاهد هو أن تجاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم . وتقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم .
قال أنس لا يتقي الله عبد حق تقاته حتى يخزن لسانه ؛ وقيل ( حق تقاته ) واجب تقواه وهو القيام بالواجب واجتناب المحارم ؛ وقيل غير ذلك ؛ وتقاة مصدر وهو من باب إضافة الصفة إلى موصوفها إذ الأصل اتقوا الله التقاة الحق أي الثابتة .
( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) الاستثناء مفرغ من أعم الأحوال أي لا تكونوا على حال سوى حال الإسلام ؛ وجاءت الحال جملة اسمية لأنها ابلغ وآكد ؛ ولو قيل الا مسلمين لم يفد هذا التأكيد .
قال السيوطي في التحبير : من عجيب ما اشتهر في تفسير ( مسلمون ) قول العوام أي متزوجون وهو قول لا يعرف له أصل ولا يجوز الإقدام على تفسير كلام الله بمجرد ما يحدث في النفس أو يسمع ممن لا عمدة عليه انتهى .
وقد تقدم في البقرة مثل هذه الآية وهو نهي في الصورة عن موتهم إلا على هذه الحالة ، والمراد دوامهم على الإسلام وذلك ان الموت لا بد منه فكأنه قيل دوموا على الإسلام إلى الموت ، وقريب منه ما حكى عن سيبويه " لا أرينك ههنا أي لا تكن بالحضرة فيقع عليك رؤيتي " .
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال لو ان قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم ، فكيف بمن يكون طعامه ، أخرجه الترمذي وقال الترمذي وقال حديث حسن صحيح{[362]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.