ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون104 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم 105
) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) كلمة " من " للتبعيض وقيل لبيان الجنس ، وقيل للتبيين ، وقيل زائدة ورجح القرطبي الأول بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات يختص بأهل العلم الذين يعرفون كون ما يأمرون به معروفا ، وما ينهون عنه منكرا ، وقد عينهم الله سبحانه بقوله : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ) الآية .
وروى ابن مردويه عن أبي جعفر الباقر صلى الله عليه وآله وسلم الخير إتباع القرآن وسنتي .
وعن أبي العالية قال : كل آية ذكرها الله في القرآن في الأمر بالمعروف فهو الإسلام ، والنهي عن المنكر ، فهو عبادة الأوثان والشيطان انتهى ، وهو تخصيص بغير مخصص ، فليس في لغة العرب ولا في عرف الشرع ما يدل على ذلك .
وقال مقاتل بن حيان يدعون إلى الإسلام ، ويأمرون بطاعة ربهم ، وينهون عن معصية ربهم ، وعن الضحاك في الآية قال هم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة وهم الرواة انتهى .
ولا أدري ما وجه هذا التخصيص ، فالخطاب في هذه الآية كالخطاب بسائر الأمور التي شرعها الله لعباده وكلفهم بها .
وفي الآية دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووجوبه ثابت بالكتاب والسنة ، وهو من أعظم واجبات الشريعة المطهرة ، وأصل عظيم من أصولها ، وركن مشيد من أركانها ، وبه يكمل نظامها ويرتفع سنامها .
( ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) هذا من باب عطف الخاص على العام إظهارا لشرفهما وإنهما الفردان الكاملان من الخير الذي أمر الله به عباده بالدعاء إليه ، كما قيل في عطف جبريل وميكائيل على الملائكة ، وحذف متعلق الأفعال الثلاثة أي يدعون ويأمرون وينهون لقصد التعميم أي كل من وقع منه سبب يقتضي ذلك ، والمعروف اسم لكل فعل يعرف بالعقل والشرع حسنه ، والمنكر ضد ذلك ، وهو ما عرف بالعقل والشرع قبحه .
( وأولئك ) إشارة إلى الأمة باعتبار اتصافها بما ذكر بعدها ( هم المفلحون ) أي المختصون بالفلاح الكاملون فيه الفائزون ، وتعريف المفلحين للعهد او للحقيقة التي يعرفها كل أحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.