فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبۡيَضَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فَفِي رَحۡمَةِ ٱللَّهِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (107)

( وأما الذين ابيضت وجوههم ) يعني المؤمنين المطيعين لله عز وجل ( ففي رحمة الله ) أي فهم مستقرون في جنته ودار كرامته ، عبر عن ذلك بالرحمة إشارة إلى أن العمل لا يستقل بدخول صاحبه الجنة ، بل لا بد من الرحمة ، ومنه حديث لن يدخل أحد الجنة بعمله وهو في الصحيح ( هم فيها خالدون ) جملة استئنافية بيانية كأنه قيل فما حالهم فيها .

عن أبي بن كعب قال صاروا فرقتين يوم القيامة يقال لمن اسود وجهه أكفرتم بعد إيمانكم فهو الإيمان الذي كان في صلب آدم حيث كانوا أمة واحدة . وأما الذين ابيضت وجوههم وأدخلهم في رضوانه وجنته . وقد روي غير ذلك .