فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (190)

( إن في خلق السموات والأرض ) هذه جملة مستأنفة لتقرير اختصاصه سبحانه بما ذكره فيها والمراد ذات السموات والأرض وصفاتهما وما فيهما من العجائب ( واختلاف الليل والنهار ) تعاقبهما بالمجئ والذهاب وكون كل واحد منهما يخلف الآخر ، وكون زيادة احدهما في نقصان الآخر وتفاوتهما طولا وقصرا وحرا وبردا وغير ذلك .

( لآيات ) أي دلالات واضحة وبراهين بينة تدل على الخالق سبحانه ، وقد تقدم تفسير بعض ما هنا في سورة البقرة ( لأولى الألباب ) أي لأهل العقول الصحيحة الخالصة عن شوائب النقص ، فإن مجرد التفكر فيما قصه الله تعالى في هذه الآية يكفي العاقل ويوصله إلى الإيمان الذي لا تزلزله الشبهة ولا يدفعه التشكيك .