{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } من حجج الله تعالى وعلامات حكمته واقتداره ما بث في الكون من عجائب في إتقانها وعجيب صنعها ما يشهد أن بديع السماوات والأرض سبحانه واحد لا شريك له ولا مثيل له ، لا ند له ولا ضد ، وفي تسخيره هذه المخلوقات لنا ما يحمل كل عاقل على شكر المنعم الذي قدر ويسر ، ولعل هذا الإخبار يراد به الطلب فكأنه : تدبروا أيها الناس واعتبروا ، ففي بنيان السماء الذي لم يتشقق ، وفي رفعها بدون عمد وفي سعتها {[1262]} وعظيم خلقها وفي علو قدرها وشرف ملئها وفي كواكبها ونجومها وشمسها وقمرها معتبر ومدكر لكل صاحب عقل سليم جوهره ؛ وفي الأرض التي ذللت وبسطت ومهدت وحولت السهل والجبل والماء واليابسة ، وضمت أقوات العباد بل ومن ترابها كان جسد آدم عليه السلام وتحت أديمها تغيب عظامنا ورفاتنا ، ويوم البعث تشقق عن أجسادنا مصداقا لوعد ربنا : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }{[1263]} في هذا الكوكب الذي باركه الله ذكرى لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ وفي تعاقب الليل والنهار برهان ونعمة ، فمن رحمته جعل الليل سكنا وجعل النهار معاشا فتبارك الله أحسن الخالقين ؛ وفي فضل هذه الآيات المحكمات {[1264]} وردت الأحاديث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.