( أفغير دين الله يبغون ) عطف على مقدر أي تتولون فتبغون غير دين الله ، وتقديم المفعول لأنه المقصود بالإنكار ، وقرأ عمرو وحده يبغون بالتحتية ، وترجعون بالفوقية قال لأن الأول خاص ، والثاني عام ، ففرق بينهما لافتراقهما في المعنى ، وكيف يبغون غير دينه ( و ) الحال أن ( له أسلم ) أي خضع وانقاد من في السموات والأرض طوعا وكرها ) أي طائعين ومكرهين والطوع الانقياد والاتباع بسهولة ، والكره ما فيه مشقة وهو من أسلم مخافة القتل ، وإسلامه استسلام منه .
أخرج الطبراني بسند ضعيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ( وله أسلم ) قال أما من في السموات فالملائكة ، وأما من في الأرض فمن ولد على الإسلام ، وأما كرها فمن أتى به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون{[340]} .
وأخرج الديلمي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآية الملائكة أطاعوه في السماء ، والأنصار وعبد القيس أطاعوه في الأرض .
قال ابن عباس : أسلم من في السموات والأرض حين أخذ عليهم الميثاق ، وعن قتادة قال أما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه ، وأما الكافر فأسلم حين رأى بأس الله فلم ينفعه ولم يقبل منه ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ) .
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرؤوا في أذنه أفغير دين الله يبغون{[341]} .
وأخرج ابن السني في ( عمل يوم وليلة ) عن يونس بن عبيد قال ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أذنها أفغير دين الله يبغون الآية إلا ذلت بإذن الله عز وجل ( وإليه يرجعون ) أي مرجع الخلق كلهم إلى الله يوم القيامة ، ففيه وعيد عظيم لمن خالفه في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.