( قل يا أهل الكتاب ) أمر بتوبيخهم بإضلال غيرهم بعد توبيخهم بضلالهم ( لم تصدون عن سبيل الله ) الاستفهام يفيد ما أفاده الاستفهام الأول وكانوا يفتنون المؤمنين ويحتالون في صدهم عن الإسلام ، ويقولون إن صفة محمد ليست في كتابنا ولا تقدمت به بشارة ، وصد وأصد لغتان بمعنى تغير وأنتن ، وسبيل الله دينه الذي ارتضاه لعباده وهو دين الإسلام .
( من آمن ) منهم بالفعل او من أراد الإيمان من الكفار ( تبغونها عوجا ) بأن تلبسوا على الناس وتوهموا ان فيه ميلا إلى الحق بنفي النسخ وتغيير صفة الرسول عن وجهها وغير ذلك ، أي تبغون لأجلها عوجا ، والعوج الميل والزيغ ، يقال عوج بالكسر إذا كان في الدين والقول والعمل ، وبالفتح في الأجسام كالجدار و نحوه ، روى ذلك عن أبي عبيدة وغيره .
والمعنى تطلبون لها اعوجاجا وميلا عن القصد والاستقامة بإيهامكم على الناس بأنها كذلك تنفيقا لتحريفكم ، وتقويما لدعاويكم الباطلة ، والهاء في تبغونها عائدة على السبيل ، والسبيل يذكر ويؤنث ، ومن التأنيث هذه الآية وقوله تعالى ( هذه سبيلي ) .
( وانتم شهداء ) جملة حالية أي والحال أنكم عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين الإسلام كما في كتابكم ، يعني كيف تطلبون ذلك بملة الإسلام والحال أنكم تشهدون أنها دين الله الذي لا يقبل غيره ، وأن فيها نعت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيل المراد وانتم العقلاء ، وقيل المعنى وانتم شهداء بين أهل دينكم مقبولون عندهم ، فكيف تأتون بالباطل الذي يخالف ما أنتم عليه بين أهل دينكم ، وقيل وانتم تشهدون المعجزات التي تظهر على يد محمد صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته .
( وما الله بغافل عما تعلمون ) فيه وعيد شديد وتهديد لهم ، وذلك انهم لما كانوا يجتهدون ويحتالون بإلقاء الشبهة في قلوب الناس ليصدوهم عن سبيل الله والتصديق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بطريق الخفية ، ختمت الآية الكريمة بما يحسم مادة حيلتهم من إحاطة علمه تعالى بأعمالهم ، كما ان كفرهم بآيات الله لما كان بطريق العلانية ختمت الآية السابقة بشهادته تعالى على ما يعملون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.