فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (50)

{ فانظر إلى آثار رحمه الله } الناشئة عن إنزال المطر من النبات والثمار والزرائع{[1365]} التي بها يكون الخصب ورخاء العيش ؛ أي انظر نظر اعتبار واستبصار ، استدل بذلك على توحيد الله ، وتفرده بهذا الصنع العجيب ؛ والفاء للدلالة على سرعة ترتبها عليه وقرئ : أثر بالتوحيد ، وآثار بالجمع سبعة .

{ كيف يحيي الأرض بعد موتها ؟ } فاعل الإحياء ضمير يعود إلى الله سبحانه وقيل : ضمير يعود إلى الأثر ، أي : انظر إلى كيفية هذا الإحياء البديع للأرض بعد موتها ، والمراد بالنظر التنبيه على عظيم قدرته ، وسعة رحمته ، مع ما فيه من التمهيد لأمر البعث ، وقرئ تحيى بالفوقية على أن فاعله ضمير يعود إلى الرحمة ، أو إلى الآثار .

{ إن ذلك } أي : إن الله العظيم الشأن ، المخترع لهذه الأشياء المذكورة { لمحيي الموتى } أي : القادر على إحيائهم في الآخرة ، وبعثهم ومجازاتهم ، كما أحيا الأرض الميتة بالمطر ، وهذا استدلال بإحياء الموات على إحياء الأموات { وهو على كل شيء قدير } أي : عظيم القدرة وكثيرها ، وهذا من جملة المقدورات بدليل الإنشاء .


[1365]:الزرائع جمع زراعة وليس جمع زرع كرسالة ورسائل وسحابة وسحائب. المطيعي.