فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقِهِمُ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ يَوۡمَئِذٖ فَقَدۡ رَحِمۡتَهُۥۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

{ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ } يقال : وقاه يقيه وقاية أي حفظه والمعنى احفظهم عن العقوبات أو جزاء السيئات على تقدير مضاف محذوف ، قال قتادة : وقهم ما يسوؤهم من العذاب ، وهذا دعاء يتناول عذاب الجحيم ، وعذاب موقف القيامة ، والحساب والسؤال ، وقوله { وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } مقصور على إزالة عذاب النار فيكون تعميما بعد تخصيص ، أو الأول دعاء للأصول ، والثاني للفروع ، والضمير راجع للمعطوف وهو الآباء والأزواج والذرية ، أفاده أبو السعود .

{ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ } أي يوم القيامة ، والتنوين عوض عن جملة غير موجودة في الكلام ، بل متصيدة من السياق ، وتقديرها يوم إذ تدخل من تشاء الجنة ومن تشاء النار ، والمسببة عن السيئات ، وهو يوم القيامة ، وقيل : التقدير يوم إذ تؤاخذ بها ، وجواب من { فَقَدْ رَحِمْتَهُ } من عذابك وأدخلته جنتك { وَذَلِكَ } أي ما تقدم من إدخالهم الجنات ، ووقايتهم السيئات .

{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي الظفر الذي لا ظفر مثله ، والنجاة التي لا تساويها نجاة ، حيث وجدوا بأعمال منقطعة نعيما لا ينقطع ، وبأفعال حقيرة ملكا لا تصل العقول إلى كنه جلالته . قال مطرف أنصح عباد الله للمؤمنين الملائكة وأغش الخلق لهم هم الشياطين .