{ وَتَرَى } يا محمد { الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ } أي محيطين ومحدقين قائمين بجميع ما عليهم من الحقوق { مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ } أي جوانبه التي يمكن الحفوف بها فيسمع لحفوفهم صوت التسبيح والتمجيد والتقديس ، وإدخال { من } يفهم أنهم مع كثرتهم إلى حد لا يحصيه إلا الله لا يملأون حوله ، وهذا أولى من قول البيضاوي : إن { من } مزيدة ، وبه قال الأخفش : أو للابتداء أي ابتداء حفوفهم من حول العرش إلى حيث شاء الله .
والمعنى أن الرائي يراهم بهذه الصفة في ذلك اليوم ، والحافين جمع حاف قاله الأخفش ، وهو المحدق بالشيء من حففت بالشيء إذا أحطت به ، وهو مأخوذ من الحفاف وهو الجانب ، وقال الفراء وتبعه الزمخشري لا واحد له من لفظه إذ لا يقع لهم هذا الاسم إلا مجتمعين .
{ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } أي حال كونهم مسبحين لله متلبسين بحمده أي يقولون سبحان الله وبحمده وقيل معنى يسبحون يصلون حول العرش شكرا لربهم ، وهذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد ، لأن التكليف يزول في ذلك اليوم وذلك يشعر بأن ثوابهم هو عين ذلك التسبيح ، وأفهم أن منتهى درجات العليين ولذاتهم الاستغراق في صفاته تعالى ، اللهم أرزقنا .
{ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي بين جميع العباد والخلائق { بِالْحَقِّ } أي بالعدل بإدخال بعضهم الجنة وبعضهم النار ، وقيل بين النبيين الذين جيء بهم مع الشهداء ، وبين أممهم ، وقيل بين الملائكة بإقامتهم في منازلهم على حسب درجاتهم والأول أولى .
{ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } القائلون هم المؤمنون ، حمدوا الله على قضائه بينهم وبين أهل النار بالحق كما قال : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } ، وقيل القائلون هم الملائكة حمدوا الله تعالى على عدله في الحكم وقضائه بين عباده بالحق ، وبدأ سبحانه هذه الآية بالحمد ، وختمها بالحمد ، للتنبيه على تحميده في بداية كل أمر ونهايته ، والحمد الأول على صدق الوعد وإيراث الجنة ، وهذا على القضاء بالحق ، فلا تكرار فيه ، وروي من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر آخر الزمر فتحرك المنبر مرتين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.