{ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } هذا عام في كل ما اختلف فيه العباد من أمر الدين ، فإن حكمه ومرجعه إلى الله يحكم فيه يوم القيامة بحكمه ، ويفصل خصومة المختصمين فيه ، وعند ذلك يظهر المحق من المبطل ، ويتميز فريق الجنة وفريق النار ، قال الكلبي وما اختلفتم فيه من شيء أي من أمر الدين فحكمه إلى الله يقضي فيه ، وزاد البيضاوي أو أمر الدنيا ، ولم يذكر الدنيا في الكشاف وذكره المحلي ، وقال من الدين وغيره ، والغير كالخصومات في الدنيا ، والأول أولى إذ لا يلزم أن تكون بينهم وبين الكفرة ، ولا يقال في مثله التحاكم إلى الله أفاده الشهاب .
وقال مقاتل إن أهل مكة كفر بعضهم بالقرآن وآمن به بعضهم ، فنزلت هذه الآية ، والاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويمكن أن يقال إن معنى حكمه إلى الله أنه مردود إلى كتابه ، فإنه قد اشتمل على الحكم بين عباده فيما يختلفون فيه ، فتكون الآية عامة في كل اختلاف يتعلق بأمر الدين أنه مردود إلى كتاب الله ، ومثله قوله :
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } وقد حكم سبحانه بأن الدين هو الإسلام ، وأن القرآن حق ، وأن المؤمنين في الجنة والكافرين في النار ولكن لما كان الكفار لا يذعنون لكون ذلك حقا إلا في الدار الآخرة وعدهم الله بذلك يوم القيامة ، وقيل : تحاكموا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن حكمه حكم الله ، ولا تؤثروا حكومة غيره على حكومته .
{ ذَلِكُمُ } مبتدأ أي الحاكم العظيم الشأن بهذا الحكم { اللَّهُ } خبر أول { رَبِّي } خبر ثان { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } خبر ثالث ، أي اعتمدت عليه في جميع أموري لا على غيره ، وفوضته في كل شؤوني { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره { أُنِيبُ } أي أرجع في كل شيء يعرض لي ، وهذا خبر رابع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.