فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ} (37)

{ وَإِنَّهُمْ } أي وإن الشياطين الذين يقيضهم الله لكل أحد ممن يعشو عن ذكر الرحمن كما هو معنى من { لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ } أي يحولون بينهم وبين سبيل الحق ويمنعونهم منه ويوسوسون لهم أنهم على الهدى حتى يظنوا أصدق ما يوسوسون به ، وهو معنى قوله :

{ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ } أي يحسب الكفار أن الشياطين { مُهْتَدُونَ } فيطيعونهم أو يحسب الكفار بسبب يلك الوسوسة أنهم في أنفسهم مهتدون ، وصيغة المضارع في الأفعال الأربعة للدلالة على الاستمرار التجددي لقوله : { حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ( 38 ) } .