السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ} (37)

{ وأنهم } أي : القرناء { ليصدونهم } أي : العاشين { عن السبيل } أي : الطريق الذي من حاد عنه هلك لأنه لا طريق له في الحقيقة سواه { ويحسبون } أي : العاشون مع سيرهم في المهالك لتزيين القرناء بإحضار الحظوظ والشهوات وإبعاد المواعظ { أنهم مهتدون } أي : غريقون في هذا الوصف لما يستدرجون به من التوسعة عليهم والتضييق على الذاكرين .

تنبيه : ذكر الإنسان والشيطان بلفظ الجمع لأن قوله تعالى : { ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطاناً } فهو له قرين يفيد : الجمع وإن كان اللفظ على الواحد ، قال أبو حيان : الظاهر أن ضميري النصب في وأنهم ليصدونهم : عائدان على مَنْ من حيث معناها وأما لفظها أولاً فأفراد في له وله ثم راعى معناها فجمع في قوله تعالى : { وإنهم ليصدونهم } والضمير المرفوع على الشيطان لأن المراد به الجنس ولأن كل كافر معه قرينه ، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة : بفتح السين والباقون بكسرها .