اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ} (37)

قوله : { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } .

«وإنهم » يعني الشياطين { ليصدونهم عن السبيل } أي يمنعونهم عن الهدى . وذكر الشياطين والإنسان بلفظ الجمع ، لأن قوله { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } يفيد الجمع وإن كان اللفظ على الواحد{[49848]} .

قال أبو حيان : الظاهر أن ضَمِيري النصب في { وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ } عائدان على «مَنْ » من حيث معناها راعى لفظها أولاً ، فأفرد ( في ){[49849]} «له » ثم راعى معناها فجمع في قوله : { وإنهم ليصدونهم } والضمير المرفوع على الشيطان لأن المراد به الجنس ولأن كل كافر معه قرين .

وقال ابن عطية : إن الضمير الأول للشياطين{[49850]} ، والثاني للكفار{[49851]} والتقدير : وإن الشياطينَ ليصدون الكفار العاتين ، ويحسبون أنهم مهتدون أي ويحسب كفارُ بني آدم أنهم على الهُدَى{[49852]} .


[49848]:الرازي 27/212.
[49849]:سقط من ب.
[49850]:في ب للشيطان بالإفراد.
[49851]:البحر المحيط بالمعنى 8/16 والدر المصون 4/785. وقد سبق إلى ذلك الزمخشري في الكشاف 3/488.
[49852]:البحر المحيط 8/16.