فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ} (9)

{ وَلَئِنْ } لام قسم { سَأَلْتَهُمْ } أي هؤلاء الكفار من قومك { مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } أي هذه الأجرام العلوية والسفلية { لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } جواب القسم لا جواب الشرط ، وهذا على القاعدة في اجتماع الشرط والقسم ، من حذف جواب المتأخر منهما وحذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين ، وكرر الفعل للتوكيد إذ لو جاء { العزيز } بغير { خلقهن } لكان كافيا ، والمعنى أقروا بأن الله خالقهن ولم ينكروا ذلك وهذا أسوأ لحالهم وأشد لعقوبتهم ، لأنهم عبدوا بعض مخلوقات الله وجعلوه شريكا له ، بل عمدوا إلى ما لا يسمع ولا يبصر ، ولا ينفع ولا يضر من المخلوقات ، وهي الأصنام فجعلوها شركاء لله ،