فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِيهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ} (120)

{ لله ملك السموات والأرض وما فيهن } جاء سبحانه بهذه الخاتمة تحقيقا للحق وتنبيها على كذب النصارى ، ورفعا لما سبق من إثبات من أثبت الالهية لعيسى عليه السلام وأمه وأخبر بأن ملك السموات والأرض له دون عيسى وأمه ودون سائر مخلوقاته .

وقيل : المعنى أن له ملك السموات والأرض وما فيها من العقلاء وغيرهم يتصرف كيف يشاء إيجادا وإعداما وإحياء وإماتة أمرا ونهيا من غير أن يكون لشيء من الأشياء مدخل في ذلك ، وهو الذي يعطي الجنات للمطيعين جعلنا الله تعالى منهم آمين { وهو على كل شيء } من المنع والإعطاء والإيجاد والإفناء { قدير } أي قادر ، نسأله أن يوفقنا لمرضاته ، ويجعلنا من الفائزين بجناته . {[674]}


[674]:وقد روى أبو ذر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيام ليلة بآية يرددها: (إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). رواه أحمد في "المسند" 5/149 ولفظه عن أبي ذر قال: صلى الله عليه وسلم ليلة، فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فلما أصبح قلت: يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها. قال: (سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئا) ورجاله ثقات، خلا جسرة بنت دجاجة العامرية، فإنه لم يوثقها سوى العجلي وابن حبان، وقال البخاري: عند جسرة عجائب. انظر "تهذيب التهذيب" 12/406.