فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (119)

{ قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } كعيسى في الدنيا وقيل في الآخرة والأولى وأولى ، عن ابن عباس هذا يوم ينفع الموحدين توحيدهم ، والمراد بالصادقين النبيون والمؤمنون لأن الكفار لا ينفعهم صدقهم يوم القيامة وكذا صدق إبليس بقوله : إن الله وعدكم وعد الحق لكذبه في الدنيا التي هي دار العمل .

{ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا } قد تقدم تفسيره وهذا إشارة إلى ما يحصل لهم من الثواب الدائم الذي لا انقطاع له ولا انتهاء { رضي الله عنهم } بما عملوا من الطاعات الخالصة له { ورضوا عنه } بما جازاهم به مما لا يخطر لهم على بال ، ولا تتصوره عقولهم ، والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم وأعلى منازل الكرامة والرضا باب الله الأعظم ومحل استرواح العابدين ، وسيأتي لهذا مزيد في سورة البينة .

{ ذلك } أي ما نالوه من دخول الجنة والخلود فيها أبدا ورضوان الله عنهم { الفوز العظيم } أي : إنهم فازوا بالجنة ونجوا من النار ، والفوز الظفر بالمطلوب على أتم الأحوال .