فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِيهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ} (120)

قوله : { للَّهِ مُلْكُ السموات والأرض وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ على كُلّ شَيء قَدِيرٌ } جاء سبحانه بهذه الخاتمة دفعاً لما سبق من إثبات من أثبت إلهية عيسى وأمه ، وأخبر بأن ملك السموات والأرض له دون عيسى وأمه ودون سائر مخلوقاته ، وأنه القادر على كل شيء دون غيره . وقيل المعنى : أن له ملك السموات والأرض يعطي الجنات للمطيعين ، جعلنا الله منهم .

وقد أخرج الترمذي وصححه ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : تلقى عيسى حجته والله لقَّاه في قوله : { وَإِذْ قَالَ الله يا عيسى ابن مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذوني وَأُمّي إلهين مِن دُونِ الله } قال أبو هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فلقاه الله سبحانه : { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقّ } الآية .

/خ120