فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (118)

{ إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم 118 قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم 119 لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير 120 } .

{ إن تعذبهم } أي من أقام على الكفر منهم { فإنهم عبادك } أي تصنع بهم ما شئت وتحكم فيهم بما تريد لا اعتراض عليك { وإن تغفر لهم } أي لمن آمن منهم { فإنك أنت العزيز } أي القادر على ذلك { الحكيم } في أفعاله ، قيل : قاله على وجه الاستعطاف كما يستعطف السيد بعبده ، ولهذا لم يقل إن تعذبهم فإنهم عصوك .

وقيل : قاله على وجه التسليم لأمر الله والانقياد له ، ولهذا عدل عن الغفور الرحيم إلى العزيز الحكيم ، قال ابن عباس : يقول عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم وإن تغفر لهم أي من تركت منهم ومد في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض لقتل الدجال فزالوا عن مقالتهم ووحدوك فإنك أنت العزيز الحكيم .