{ قل إني على بينة } هي الحجة والبرهان أي : إني على برهان { من ربي } ويقين لا على هوى وشك ، وقال أبو عمران الجوني : على ثقة وقيل على بيان وبصيرة ، وهذا تحقيق للحق الذي هو عليه إثر إبطال الباطل الذي هم عليه ، أمره الله سبحانه بأن يبين لهم أن ما هو عليه من عبادة ربه هو عن حجة برهانية يقينية لا كما هم عليه من إتباع الشبه الداحضة والشكوك الفاسدة التي لا مستند لها إلا مجرد الأهوية الباطلة .
{ وكذبتم به } أي بالرب أو العذاب أو بالقرآن أو بالبينة ، وتذكير الضمير باعتبار المعنى ، وهذه الجملة إما حالية بتقدير قد أي والحال أن قد كذبتم به أو جملة مستأنفة مبينة لما هم عليه من التكذيب بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجج الواضحة والبراهين البينة .
{ ما عندي ما تستعجلون به } أخبرهم بأنه لم يكن عنده ما يتعجلون به من العذاب فإنهم كانوا لفرط تكذيبهم يستعجلون نزوله استهزاء نحو قولهم : { أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا } وقولهم : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } وقولهم : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } وقيل كانوا يستعجلون بالآيات التي اقترحوها وطلبوها وقيل كانوا يستعجلون بقيام الساعة ومنه قوله تعالى : { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } .
{ إن } أي ما { الحكم } في شيء { إلا الله } سبحانه وحده ليس معه حاكم ، ومن ذلك ما يستعجلون به من العذاب أو الآيات المقترحة والمراد الحكم الفاصل بين الحق والباطل { يقص } هو من القصص أي يقص القصص { الحق } أو من قص أثره يتبع الحق فيما يحكم به ، وقرئ يقضي بالضاد المعجمة والياء من القضاء أي يقضي القضاء الحق بين عباده { وهو خير الفاصلين } بين الحق والباطل بما يقضي به بين عباده ويفصله لهم في كتابه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.