هي خمس أو ست وخمسون آية وهي مكيّة في قول الجميع . قال ابن عباس نزلت بمكة . وعن ابن الزبير مثله .
{ يا أيها المدثر ( 1 ) قم فأنذر ( 2 ) وربك فكبر ( 3 ) وثيابك فطهر ( 4 ) والرجز فاهجر ( 5 ) ولا تمنن تستكثر ( 6 ) ولربك فاصبر ( 7 ) فإذا نقر في الناقور ( 8 ) فذلك يومئذ يوم عسير ( 9 ) على الكافرين غير يسير ( 10 ) ذرني ومن خلقت وحيدا ( 11 ) }
قال الواحدي قال المفسرون لما بدئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالوحي أتاه جبريل فرآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سرير بين السماء والأرض كالنور المتلألئ ففزع ووقع مغشيا عليه ، فلما أفاق دخل على خديجة ودعا بماء فصبه عليه ، وقال دثروني ، فدثروه بقطيفة فقال { يا أيها المدثر } أي يا أيها الذي قد تدثر بثيابه ، أي تغشى بها من الرعب الذي حصل له مكن رؤية الملك عند نزول الوحي ، وأصله المتدثر فأدغمت التاء في الدال لتجانسهما ، وقد قرأ الجمهور بالإدغام ، وقرأ أبيّ على الأصل ، والدثار هو ما يلبس فوق الشعار ، والشعار هو الذي يلي الجسد ، وفي الحديث الأنصار شعار ، والناس دثار ، وسيف داثر بعيد العهد بالصقال ، ومنه قيل للمنزل الدارس داثر لذهاب أعلامه ، وقال عكرمة المعنى يا أيها المدثر بالنبوة وأثقالها ، قال ابن العربي وهذا مجاز بعيد لأنه لم يكن نبيا إذ ذاك .
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جابر بن عبد الله أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال إن أول ما نزل من القرآن { يا أيها المدثر } فقال له يحيى بن أبي كثير يقولون إن أول ما نزل من القرآن { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل ما قلت فقال جابر لا أحدثنك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فماذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كمرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه رعبا فرجعت قلت دثروني فنزلت { يا أيها المدثر } إلى قوله { والرجز فاهجر } ( {[1656]} ) " وعن ابن عباس قال دثر هذا الأمر فقم به ، وعنه قال المدثر النائم ، وسيأتي في سورة اقرأ ما يدل على أنها أول سورة أنزلت ، والجميع ممكن .
قال الخطيب اختلف في أول ما نزل من القرآن اختلافا طويلا ، وتحقيق المعتمد منه وطريق الجمع بين الأحاديث المتناقضة فيه أن أول ما نزل على الإطلاق { اقرأ باسم ربك } إلى { ما لم يعلم } ، وأول ما نزل بعد فترة الوحي يا أيها المدثر إلى فاهجر ، وفي صدر حاشية سليمان الجمل استيفاء الكلام على ترتيب القرآن نزولا نقلا عن الخازن فراجعه إن شئت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.