{ وما كان ليعذبهم وأنت } يا محمد { فيهم } موجود فإنك ما دمت فيهم بأرض مكة فهم في مهلة من العذاب الذي هو الاستئصال ، قال السيوطي : لأن العذاب إذا نزل عم ، ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها .
أخرج البخاري وابن أبي حاتم والبيهقي عن أنس بن مالك قال : قال أبو جهل ابن هشام " اللهم إن كان هذا هو الحق " الآية فنزلت { وما كان الله ليعذبهم } وعن قتادة أنها في أبي جهل ، وعن سعيد بن جبير أنها نزلت في النضر بن الحرث ، وعن مجاهد وعطاء ونحوه ، قال عطاء : لقد نزل في النضر بن الحرث بضع عشرة آية فحاق به ما سأل من العذاب يوم بدر ، قال سعيد بن جبير : قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر ثلاثة من قريش صبرا طعيمة بن عدي وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحرث ، وفيه نزل سأل سائل بعذاب واقع .
{ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } روي أنهم كانوا يقولون في الطواف غفرانك فنزلت أي { وما كان الله معذبهم } في حال كونهم مستغفرين ، قال ابن عباس : كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستغفار ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار .
وأخرج الترمذي وضعفه عن أبي موسى الأشعري قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنزل الله علي أمانين لأمتي { وما كان الله ليعذبهم } الآية فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار{[837]} ، وقيل معنى الآية لو كانوا ممن يؤمنون بالله ويستغفرونه لم يعذبهم ، وقيل إن الاستغفار راجع على المسلمين الذي هم بين أظهرهم أي وما كان الله ليعذبهم وفيهم من يستغفر من المسلمين فلما خرجوا من بين أظهرهم عذبهم بيوم بدر وما بعده .
وقيل المعنى وفي أصلابهم من يستغفر الله ، وقيل هذا دعاء لهم إلى الإسلام والاستغفار بهذه الكلمة ، وقال مجاهد وعكرمة : وهم يستغفرون أي يسلمون يعني لو أسلموا لما عذبوا ، قال أهل المعاني دلت هذه الآية على أن الاستغفار أمان وسلامة من العذاب ، والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مطلق الاستغفار كثيرة جدا معروفة في كتب الحديث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.