فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ} (10)

وجملة { وإن عليكم لحافظين } في محل نصب على الحال من فاعل تكذبون أي تكذبون والحال أن عليكم من يدفع تكذيبكم ، أو مستأنفة مسوقة لبيان ما يبطل تكذيبهم ، والحافظون الرقباء من الملائكة الذين يحفظون على العباد أعمالهم ويكتبونها في الصحف .

قال ابن عباس : جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل والنهار يحفظان عمله ويكتبان أثره .

وهذا الخطاب وإن كان مشافهة إلا أن الأمة أجمعت على عموم هذا الخطاب في حق المكلفين .

وقوله تعالى حافظين جمع يحتمل أن يكونوا حافظين لجميع بني آدم من غير أن يختص واحد من الملائكة بواحد من بني آدم ، ويحتمل أن يكون الموكل بكل أحد منهم غير الموكل بالآخر ، ويحتمل أن يكون الموكل بكل واحد منهم جمعا من الملائكة كما قيل إثنان بالليل وإثنان بالنهار أو كما قيل أنهم خمسة ، واختلفوا في الكفار هل عليهم حفظة فقيل لا ، لأن أمرهم ظاهر وعملهم واحد ، قال تعالى { يعرف المجرمون بسيماهم } وقيل عليهم حفظة وهو ظاهر قوله تعالى في هذه الآية وفي قوله تعالى : { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } فأخبر أن لهم كتابا ، وأن عليهم حفظه .