فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ} (19)

ثم أخبر سبحانه عن اليوم فقال { يوم لا تملك نفس } من النفوس { لنفس } أخرى { شيئا } من النفع والضر ، وملك الشفاعة لبعض الناس إذ ذاك إنما هو بإذن الله { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ذكره الحفناوي .

قرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع يوم على أنه بدل من يوم الدين أو خبر مبتدأ محذوف .

وقرأ أبو عمرو في رواية عنه { يوم } بالتنوين والقطع عن الإضافة .

وقرأ الباقون بفتحه على أنها فتحة إعراب بتقدير أعني أو أذكر فيكون مفعولا به أو على أنها فتحة بناء لإضافته إلى الجملة إلى رأي الكوفيين وهو في محل رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو على أنه بدل من يوم الدين .

قال الزجاج يجوز أن يكون في موضع رفع إلا أنه بني على الفتح لإضافته إلى قوله { لا تملك } وما أضيف إلى غير المتمكن فقد يبني على الفتح وإن كان في موضع رفع ، وهذا الذي ذكره إنما يجوز عند الخليل وسيبويه إذا كانت الإضافة إلى الفعل الماضي وأما إلى الفعل المستقبل فلا يجوز عندهما ، وقد وافق الزجاج على ذلك أبو علي الفارسي والفراء وغيرهما .

{ والأمر يومئذ لله } وحده لا يملك شيئا من الأمر غيره كائنا من كان . قال مقاتل يعني لنفس كافرة شيئا من المنفعة ، قال قتادة : ليس ثم أحد يقضي شيئا أو يصنع شيئا إلى الله رب العالمين ، والمعنى أن الله لا يملك أحدا في ذلك اليوم شيئا من الأمور كما ملكهم في الدنيا ، ومثل هذا قوله { لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار } .