ثم ذكر سبحانه الجواب عما تقدم فقال { علمت نفس ما قدمت وأخرت } والمعنى أنها علمته عند نشر الصحف لا عند البعث لأنه وقت واحد من عند البعث إلى عند مصير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ، والكلام في أفراد نفس هنا كما تقدم في السورة الأولى في قوله :
{ علمت نفس ما أحضرت } ومعنى ما قدمت وأخرت ما قدمت من عمل خير أو شر أو أخرت من سنة حسنة أو سيئة لأن لها أجر ما سنته من السنن الحسنة وأجر من عمل بها ، وعليها وزر ما سنته من السنن السيئة ووزر من عمل بها .
وقال قتادة ما قدمت من معصية وأخرت من طاعة ، وقيل ما قدم من فرض وأخر من فرض وقيل أول عمله وآخره .
وقيل أن النفس تعلم عند البعث بما قدمت وأخرت علما إجماليا لأن المطيع يرى آثاره السعادة ، والعاصي يرى آثار الشقاوة ، وأما العلم التفصيلي فإنما يحصل عند نشر الصحف .
عن ابن مسعود قال ما قدمت من خير وما أخرت من سنة صالحة يعلم بها بعده فإن له مثل أجر من علم بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا أو سنة سيئة يعمل بها بعده فإن عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئا ، وعن ابن عباس نحوه .
وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم من استن خيرا فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه من غير منتقص من أجورهم ، ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزاره من اتبعه من غير منتقص من أوزارهم{[1694]} وتلا حذيفة { علمت نفس ما قدمت وأخرت } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.