فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقٗا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ} (77)

{ فأعقبهم } الله سبحانه { نفاقا في قلوبهم } بسبب البخل الذي وقع منهم والإعراض نفاقا كائنا في قلوبهم متمكنا منهم مستمرا فيها { إلى يوم يلقونه } أي الله عز وجل ، وقيل أن الضمير يرجع إلى البخل ، أي فأعقبهم البخل بما عاهدوا الله عليه إلى يوم يلقون البخل أي جزاء بخلهم ، يعني أن الله سبحانه جعل النفاق المتمكن في قلوبهم إلى تلك الغاية عاقبة ما وقع منهم من البخل .

{ بما أخلفوا الله ما وعدوه } الباء للسببية أي بسبب إخلافهم لما وعدوه من التصدق والصلاح وكذلك الباء في { وبما كانوا يكذبون } أي وبسبب تكذيبهم لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان{[907]} ، وعن ابن عمرو ابن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خلة كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها ، الحديث وفيه : إذا خاصم فجر{[908]} .


[907]:- مسلم 59- البخاري 31.
[908]:- مسلم 58- البخاري 32.