فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا يَخَافُ عُقۡبَٰهَا} (15)

{ ولا يخاف عقباها } أي فعل الله بهم ذلك غير خائف من عاقبة ولا تبعة ، والضمير في عقباها يرجع إلى الفعلة ، أو إلى الدمدمة المدلول عليها بدمدم .

قال السدي والضحاك والكلبي إن الكلام يرجع إلى العاقل لا إلى الله سبحانه أي لم يخف الذي عقرها عقبي ما صنع ، وقيل لا يخاف رسول الله عليه الصلاة والسلام عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم ، لأنه قد أنذرهم ، والأول أولى .

قرأ الجمهور ولا يخاف بالواو ، وقرئ بالفاء وهما قراءتان سبعيتان ، أما الواو فيجوز أن تكون للحال أو لاستئناف الأخبار ، والفاء للتعقيب ، وهو ظاهر ، والمعنى لا يخاف عاقبتها كما تخاف الملوك عاقبة ما تفعله ، فهو استعارة تمثيلية لإهانتهم ، وأنهم أذلاء عند الله .

وفي القاموس أعقبه الله بطاعته جازاه ، والعقبى جزاء الأمر .