الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال : إن اليهود والنصارى قالوا { اتخذا الله ولداً } [ البقرة : 116 ] وقالت العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك . وقال الصابئون والمجوس : لولا أولياء الله لذل ، فأنزل الله هذه الآية { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً } .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { ولم يكن له ولي من الذل } قال : لم يخف أحداً ولم يبتغ نصر أحد .

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله : { وكبره تكبيراً } قال : كبره أنت يا محمد على ما يقولون تكبيراً .

وأخرج أحمد والطبراني ، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «آية العز : { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً . . . } » الآية كلها .

وأخرج أبو يعلى وابن السني ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «خرجت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويدي في يده ، فأتى على رجل رث الهيئة فقال : أي فلان ، ما بلغ بك ما أرى ؟ قال : السقم والضر . قال : ألا أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر ؟ . . . قل : توكلت على الحي الذي لا يموت ، و{ الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً } فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حسنت حالته ، فقال : مهيم ؟ فقال : لم أزل أقول الكلمات التي علمتني » .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن إسماعيل بن أبي فديك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ، قل توكلت على الحي الذي لا يموت و { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك . . . } الآية » .

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلم أهله هذه الآية { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً } إلى آخرها . الصغير من أهله والكبير .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبد الكريم بن أبي أمية قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الغلام من بني هاشم إذا أفصح سبع سنوات { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً } .

وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عبد الكريم ، عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه قال : كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب ، علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبع مرات { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً } الآية .

وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده .

وأخرج ابن السني والديلمي ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : «إذا أخذت مضجعك فقولي : الحمد لله الكافي . . . سبحان الله الأعلى . . . حسبي الله وكفى ما شاء الله . . . قضى ، سمع الله لمن دعا ، ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ . . . توكلت على ربي وربكم . . . ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها . . . إن ربي على صراط مستقيم { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً } من يقولها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين والهوام فلا تضره » .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن التوراة كلها في خمس عشرة آية من بني إسرائيل ، ثم تلا { لا تجعل مع الله إلهاً آخر } والله أعلم .