الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (100)

أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : " قال ابن صوريا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه ما أنزل الله عليك من آية بينة ، فأنزل الله في ذلك { ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون } وقال مالك بن الصيف : حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد إليهم في محمد ، والله ما عهد إلينا في محمد ولا أخذ علينا ميثاقا ، فأنزل الله تعالى { أو كلما عاهدوا عهدا . . . } الآية " .

وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس في قوله : { ولقد أنزلنا إليك آيات بينات } يقول : فأنت تتلوه عليهم وتخبرهم به غدوة وعشية وبين ذلك . وأنت عندهم أمي لم تقرأ كتابا ، وأنت تخبرهم بما في أيديهم على وجهه ، ففي ذلك عبرة لهم وبيان وحجة عليهم لو كانوا يعلمون .

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله :{ نبذه } قال : نقضه .

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله :{ نبذه فريق منهم } قال : لم يكن في الأرض عهد يعاهدون إليه إلا نقضوه ويعاهدون اليوم وينقضون غدا قال : وفي قراءة عبد الله : نقضه فريق منهم .