تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدٗا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (100)

الآية 100 وقوله تعالى : { أو كلما عاهدوا عهدا } يقول : كلما عاهدوا عهدا { نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون } يحتمل العهود التي أخذت عليهم في التوراة : أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا يكفروا به بعد الإيمان ، أو أخذ عليهم ألا يكتموا بعثه{[1175]} وصفته الذي في التوراة [ عن أحد ]{[1176]} ، فنبذوا ذلك ، ونقضوا تلك المواثيق والعهود التي أخذت عليهم .

ثم في الآية دلالة جعل القرآن حجة لأنه قال : { نبذه فريق منهم } ولو كان في كتبهم ما ادعوا من الحجة والاتباع لأتوا معارضا لدفع ما احتج به عليهم . فثبت أنهم كانوا كذبة في دعاويهم حين امتنعوا عن معارضته .

وقوله : { وما يكفر بها } أي ما يكفر بتلك الآيات { إلا الفاسقون } .


[1175]:- في النسخ الثلاث: نعته.
[1176]:- في النسخ الثلاث: لأحد.