الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (271)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل على علانيتها سبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا ، وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها .

وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمل السر أفضل من العلانية أفضل لمن أراد الإقتداء به " .

وأخرج البيهقي عن معاوية بن قرة قال : كل شيء فرض الله عليك فالعلانية فيه أفضل .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { إن تبدوا الصدقات . . . . } الآية . قال : كان هذا يعمل به قبل أن تنزل براءة ، فلما نزلت براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها انتهت الصدقات إليها .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال : كل مقبول إذا كانت النية صادقة ، وصدقة السر أفضل . وذكر لنا أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار .

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله { إن تبدوا الصدقات فنعما هي } قال : هذا منسوخ وقوله ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) ( الذاريات الآية 19 ) قال : منسوخ نسخ كل صدقة في القرآن الآية التي في التوبة ( إنما الصدقات للفقراء ) ( التوبة الآية 60 ) الآية .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي أمامة قال : قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد مقل أو سر إلى فقير ، ثم تلا هذه الآية { إن تبدوا الصدقات فنعما هي . . . } الآية .

وأخرج الطيالسي وأحمد والبزار والطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أدلك عن كنز من كنوز الجنة قلت : بلى يا رسول الله . قال : لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة . قلت : فالصلاة يا رسول الله ؟ قال : خير موضوع ، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر . قلت : فالصوم يا رسول الله ؟ قال : قرض مجزئ . قلت : فالصدقة يا رسول الله ؟ قال : أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد . قلت : فأيها أفضل ؟ قال : جهد من مقل وسر إلى فقير .

وأخرج أحمد والطبراني في الترغيب عن أبي أمامة . أن أبا ذر قال : يا رسول الله ما الصدقة ؟ قال : أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد ، ثم قرأ ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) ( البقرة الآية 245 ) قيل : يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال : سر إلى فقير أو جهد من مقل ، ثم قرأ { إن تبدو الصدقات فنعما هي . . . } الآية .

وأخرج أحمد والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت ، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت : يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال ؟ قال : نعم ، الحديد . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم ، النار . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم ، الماء . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الماء ؟ قال : نعم ، الريح . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال : نعم ، ابن آدم يتصدق بيمينه فيخفيها من شماله " .

وأخرج البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " .

وأخرج الطبراني عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن صدقة السر تطفئ غضب الرب " .

وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وكل معروف صدقة ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والبيهقي في الشعب والأصبهاني في الترغيب عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صدقة السر تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وفعل المعروف يقي مصارع السوء " .

وأخرج أحمد في الزهد عن سالم بن أبي الجعد قال : كان رجل في قوم صالح عليه السلام قد آذاهم ، فقالوا : يا نبي الله ادع الله عليه . فقال : اذهبوا فقد كفيتموه ، وكان يخرج كل يوم فيحتطب ، فخرج يومئذ ومعه رغيفان فأكل أحدهما وتصدق بالآخر ، فاحتطب ثم جاء بحطبه سالما ، فجاؤوا إلى صالح فقالوا : قد جاء بحطبه سالما لم يصبه شيء ، فدعاه صالح فقال : أي شيء صنعت اليوم ؟ فقال : خرجت ومعي قرصان تصدقت بإحداهما وأكلت الآخر . فقال صالح : حل حطبك . فحله فإذا فيه أسود مثل الجذع عاض على جذل من الحطب ، فقال : بها دفع عنه . يعني بالصدقة .

وأخرج أحمد عن سالم بن أبي الجعد قال : خرجت امرأة وكان معها صبي لها ، فجاء الذئب فاختلسه منها ، فخرجت في أثره وكان معها رغيف ، فعرض لها سائل فأعطته الرغيف ، فجاء الذئب بصبيها فرده عليها .

وأخرج أبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله ، فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة فتخلف رجل من أعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه ، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام رجل يتملقني ويتلو آياتي ، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له . وثلاثة يبغضهم الله الشيخ الزاني ، والفقير المختال ، والغني الظلوم " .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة ، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير ، والتسبيح أفضل من الصدقة ، والصدقة أفضل من الصوم ، والصوم جنة من النار " .

وأخرج ابن ماجه عن جابر بن عبد الله قال " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا ، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا ، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية ، ترزقوا وتنصروا وتجبروا " .

وأخرج أبو يعلى عن جابر " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة : يا كعب بن عجرة الصلاة قربان ، والصيام جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار . يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموبق رقبته ، ومبتاع نفسه في عتق رقبته " .

وأخرج ابن حبان عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به ، يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها ، وغاد موبقها . يا كعب بن عجرة الصلاة قربان . والصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا " .

وأخرج أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس " .

وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه عن عمر قال : ذكر لي أن الأعمال تباهي فتقول الصدقة : أنا أفضلكم .

وأخرج أحمد والبزار وابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما يخرج رجل بشيء من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا " .

وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته " .

وأخرج البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة " .

وأخرج البيهقي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تصدقوا فإن الصدقة فكاككم من النار " .

وأخرج الطبراني عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها " .

وأخرج الطبراني عن ميمونة بنت سعد أنها قالت : يا رسول الله أفتنا عن الصدقة ؟ قال : إنها فكاك من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله .

وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " .

وأخرج الطبراني عن رافع بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصدقة تسد سبعين بابا من السوء " .

وأخرج الطبراني عن عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ، ويذهب الله بها الكبر والفخر " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن أبي ذر قال : ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيا سبعين شيطانا كلهم ينهى عنها .

وأخرج ابن المبارك في البر والأصبهاني في الترغيب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت الآمر به ، والزوجة تصلحه : والخادم الذي يناول المسكين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي لم ينس خدمنا " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة " .

وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليتق أحدكم وجهه من النار ولو بشق تمرة " .

وأخرج أحمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عائشة ، اشتري نفسك من النار ولو بشق تمرة ، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " .

وأخرج البزار وأبو يعلى عن أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول " اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإنها تقيم العوج ، وتدفع ميتة السوء ، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان " .

وأخرج ابن حبان عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعة ستين عاما ، فأمطرت الأرض فاخضرت ، فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا ، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان ، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ، ثم أغمي عليه ، فنزل الغدير يستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات ، فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزينة فرجحت الزينة بحسناته ، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود . أن راهبا عبد الله في صومعة ستين سنة ، فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه ، فنزل إليها فواقعها ست ليال ، ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا ، فأتى برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه ، وأعطى آخر عن يساره نصفه ، فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه ، فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت الستة ، ثم وضع الرغيف فرجح .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري . نحوه .

وأخرج البيهقي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له خصفة بن خصفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " هل تدرون ما الشديد ؟ قلنا : الرجل يصرع الرجل ! قال : إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، تدرون ما الرقوب ؟ قلنا : الرجل لا يولد له ! قال : إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ، ثم قال : تدرون ما الصعلوك ؟ قلنا : الرجل لا مال له ! قال : الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا " .

وأخرج البزار والطبراني عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

وأخرج البزار والطبراني عن النعمان بن بشير " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

وأخرج البزار والطبراني عن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

وأخرج البزار والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " يا عائشة ، اشتري نفسك من الله ، لا أغني عنك من الله شيئا ولو بشق تمرة ، يا عائشة ، لا يرجعن من عندك سائل ولو بظلف محرق " .

وأخرج مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحه صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى " .

وأخرج البزار وأبو يعلى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " على كل ميسم من الإنسان صدقة كل يوم . فقال بعض القوم : إن هذا لشديد يا رسول الله ومن يطيق هذا ؟ قال : أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة ، وإن حملك على الضعيف صدقة ، وإن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة " .

وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن ابن آدم ستون وثلثمائة مفصل ، عن كل واحد منها في كل يوم صدقة ، فالكلمة يتكلم بها الرجل صدقة ، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة ، والشربة من الماء تسقى صدقة ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة " .

وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة ، وإن إفراغك من دلو أخيك يكتب لك به صدقة ، وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك به صدقة ، وإرشادك للضال يكتب لك به صدقة " .

وأخرج البزار عن أبي جحيفة قال " دهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من قيس مجتابي الثمار متقلدي السيوف ، فساءه ما رأى من حالهم ، فصلى ثم دخل بيته ، ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه ، فأمر بالصدقة أو حض عليها فقال : تصدق رجل من ديناره ، تصدق رجل من درهمه ، تصدق رجل من صاع بره ، تصدق رجل من صاع تمره . فجاء رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ، ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل كأنه مذهبة " .

وأخرج البزار عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث يوما على الصدقة ، فقام علية بن زيد فقال : ما عندي إلا عرضي ، وإني أشهدك يا رسول الله ، أني تصدقت بعرضي على من ظلمني ثم جلس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت المتصدق بعرضك قد قبل الله منك " .

وأخرج البزار عن علية بن زيد قال " حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة ، فقام علية فقال : يا رسول الله ، حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي فقد تصدقت به على من ظلمني فأعرض عني ، فلما كان في اليوم الثاني قال : أين علية بن زيد ، أو أين المتصدق بعرضه فإن الله تعالى قد قبل منه " .

وأخرج أحمد وأبو نعيم في فضل العلم والبيهقي عن أبي ذر " أنه قال : يا رسول الله ، من أين نتصدق وليس لنا أموال ؟ قال : إن من أبواب الصدقة التكبير ، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وأستغفر الله ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوك عن طريق الناس ، والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ، ولك في جماعك زوجتك أجر ، قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك فرجوت أجره فمات أكنت تحتسب به ؟ قلت : نعم . قال : فأنت خلقته ؟ قلت : بل الله خلقه . قال : فأنت هديته ؟ قلت : بل الله هداه . قال : فأنت كنت ترزقه ؟ قلت : بل الله كان يرزقه . قال : فكذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه ، فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن حارثة بن وهب الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تصدقوا فإنه يوشك أن يخرج الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما نقصت صدقة من مال قط فتصدقوا " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت " أهديت لنا شاة مشوية فقسمتها كلها إلا كتفها ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : كلها لكم إلا كتفها " .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والأصبهاني في الترغيب وابن عساكر عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية { إن تبدو الصدقات فنعما هي } إلى آخر الآية في أبي بكر وعمر ، جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس ، وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما تركت لأهلك ؟ قال : عدة الله وعدة رسوله . فقال عمر لأبي بكر : ما سبقناك إلى باب خير قط إلا سبقتنا إليه " .

وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم وصححاه عن عمر قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق ، فوافق ذلك مالا عندي فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله . وأتى أبو بكر يحمل ما عنده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله . فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا " .

وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب قال : إنما أنزلت هذه الآية { إن تبدو الصدقات فنعما هي } في الصدقة على اليهود والنصارى .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قرأ ( وتكفر عنكم من سيئاتكم ) وقال : الصدقة هي التي تكفر .

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال : في قراءة ابن مسعود { خير لكم تكفر } بغير واو .