جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (271)

{ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا {[542]} هِيَ } : إن أظهرتموها فنعم شيئا إبداؤها { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء } ، تعطوها مع إخفائها ، { فَهُوَ } ، أي : إخفاؤها ، { خَيْرٌ لُّكُمْ } ، والآية عامة في كل صدقة ، لكن عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن السر في التطوع أفضل من العلانية بسبعين ضعفا ، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل بخمسة وعشرين ضعفا ، { وَيُكَفِّرُ عَنكُم } أي : الله ، أو الإخفاء ، ومن قرأ مجزوما فهو عطف على محل جواب الشرط { مِّن سَيِّئَاتِكُمْ } ، " من " للتبعيض {[543]} ، أو لتبيين الجنس ، أي يكفر شيئا ، هو السيئات { وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ، ترغيب في الإخفاء .


[542]:فضمير هي هو المخصوص بالمدح، لكن على حذف المضاف ليحسن ارتباط الجزاء بالشرط، ويدل عليه تذكير الضمير في "فهو خير لكم" فإنه يرجع إلى الإخفاء/12
[543]:فيكون من السيئات ما تكفرها الصدقة ومنها ما لا تكفرها