النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (271)

قوله عز وجل : { إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ } يعني أنه ليس في إبدائها كراهية .

{ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } فيه قولان :

أحدهما : أنه يعود إلى صدقة التطوع ، يكون إخفاؤها أفضل ، لأنه من الرياء أبعد ، فأما الزكاة فإبداؤها أفضل ، لأنه من التهمة أبعد ، وهو قول ابن عباس ، وسفيان .

والثاني : أن إخفاء الصدقتين فرضاً ونفلاً أفضل ، قاله يزيد{[455]} بن أبي حبيب ، والحسن ، وقتادة .

{ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ } فيه قولان :

أحدهما : أن ( مِنْ ) زائدة تقديره : ويكفر عنكم سيئاتكم{[456]} .

والثاني : أنها ليست زائدة وإنما دخلت للتبعيض ، لأنه إنما يكفر بالطاعة من غير التوبة الصغائر ، وفي تكفيرها وجهان :

أحدهما : يسترها عليهم .

والثاني : يغفرها لهم{[457]} .


[455]:يزيد بن أبي حبيب: في ق ابن زيد.
[456]:- سقط من ق.
[457]:- سقط من ق.