الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (271)

قوله : ( اِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ) الآية( {[8871]} ) [ 270 ] .

قال الربيع : " كل مقبول ، إذا كانت النية خالصة ، والسر( {[8872]} ) أفضل( {[8873]} ) " .

وكذلك قال ابن جبير وغيره( {[8874]} ) . وهذا في التطوع .

قال [ ابن عباس( {[8875]} ) : " صدقة التطوع في السر أفضل من العلانية ، يقال : بسبعين ضعفاً . وصدقة الفريضة في العلانية/ أفضل من السر بخمسة( {[8876]} ) وعشرين ضعفاً( {[8877]} ) " . وكذلك جميع الفرائض والنوافل على هذا القياس . ومن قرأ : " يُكَفِّرْ " ( {[8878]} ) بالياء( {[8879]} ) ، فمعناه : ويكفر الإعطاء( {[8880]} ) .

وقيل : معناه : ويكفر الله ، و " مِنْ " للتبعيض( {[8881]} ) .

ومعنى ( مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ) أي يكفر منها ما شاء لمن يشاء ، ليكون العباد على وَجَلٍ من الله ، لئلا يتكلوا على الصدقات أنها( {[8882]} ) تكفر الذنوب كلها( {[8883]} ) .

وقيل : " من " زائدة ، فتكون الكفارات للسيئات كلها( {[8884]} ) .

قوله : ( وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [ 270 ] .

أي خبير بما تصنعون في صدقاتكم من إخفائها وإعلانها .

ومعنى ( خَبِيرٌ )/ ذو خبر( {[8885]} ) .


[8871]:- سقط من ق، ع3.
[8872]:- في ع3: الشر. وهو تصحيف.
[8873]:- انظر: جامع البيان: 5/582.
[8874]:- انظر: جامع البيان: 5/582-583.
[8875]:- في ع3: الربيع. وهو تحريف.
[8876]:- في ع2، ع3: بخمس.
[8877]:- انظر: المحرر الوجيز: 2/331، وتفسير القرطبي: 3/332، والدر المنثور: 2/77.
[8878]:- في ح: ويكفر.
[8879]:- وهي قراءة ابن عامر وعاصم في رواية حفص. وقرأ باقي السبعة بكسر النون. انظر: كتاب السبعة: 191، والتبصرة: 165، والكشف: 1/316-317، والتيسير: 84، وكتاب العنوان: 76، والحجة: 147-148، والنشر: 2/236، وتحبير التيسير: 94.
[8880]:- انظر هذا المعنى في: إعراب القرآن: 1/292.
[8881]:- انظر: إعراب القرآن: 1/293، ومشكل الإعراب: 1/141، والحجة: 148.
[8882]:- في ق: وأنها.
[8883]:- انظر هذا القول في: البيان: 1/178، والإملاء: 1/115-116.
[8884]:- قوله: "وقيل من...كلها" ساقط من ع2، ع3.
[8885]:- في ق: خبير. وهو تحريف.