{ إن تبدوا } أي : تظهروا { الصدقات } أي : النوافل { فنعما هي } أي : فنعم شيئاً إبداؤها ، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون ، والباقون بكسرها ، وقرأ قالون وأبو عمرو باختلاس كسرة العين ، والباقون بالكسرة الكاملة .
{ وإن تخفوها } أي : تسروها { وتؤتوها الفقراء } أي : تعطوها لهم في السر { فهو خير لكم } أي : أفضل من إبدائها وإيتاؤها للفقراء أفضل من إيتائها للأغنياء . سئل صلى الله عليه وسلم هل صدقة السر أفضل أم صدقة العلانية ؟ فنزلت هذه الآية ، وفي الحديث : ( صدقة السر تطفئ غضب الرب ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ، ورجل قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان تحابا في الله تعالى فاجتمعا على ذلك وتفرّقا ، ورجل ذكر الله تعالى خالياً ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله تعالى ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) نعم إن كان ممن يقتدى به فالإظهار في حقه أفضل ، أما صدقة الفرض فالأفضل إظهارها ، كالصلاة المكتوبة في الجماعة أفضل والنافلة في البيت أفضل وليقتدى به ، لئلا يتهم ولا يجوز دفع شيء منها للأغنياء . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ( صدقة السر في التطوع تفضل علانيتها بسبعين ضعفاً ، وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفاً ) .
تنبيه : الصدقة تطلق على الفرض والنفل قال تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم } ( هود ، 103 ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( نفقة المرء على عياله صدقة ) والزكاة لا تطلق إلا على الفرض { ونكفّر عنكم من سيآتكم } أي : بعضها وقيل : من صلة ، وقرأ ابن عامر وحفص بالياء التحتية ، والباقون بالنون . وقرأ نافع وحمزة والكسائي بجزم الراء بالعطف على محل فهو ، والباقون بالرفع على الاستئناف .
وقوله تعالى : { والله بما تعملون خبير } فيه ترغيب في الإسرار لأنه عالم بباطن الشيء كظاهره ولا يخفى عليه شيء منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.