( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ) في هذا نوع تفصيل لما أجمل في الشرطية المتقدمة ، ولذا ترك العطف بينهما أي إن تظهروا الصدقات فنعم شيئا إظهارها ، وإن تخفوها وتصيبوا بها مصارفها من الفقراء فالاخفاء خير لكم .
وقد ذهب جمهور من المفسرين الى ان هذه الآية في صدقة التطوع لا في صدقة الفرض فلا فضيلة للاخفاء فيها ، بل قد قيل إن الاظهار فيها أفضل وقالت طائفة : إن الاخفاء في الفرض والتطوع{[282]} .
عن ابن عباس قال : جعل السر في التطوع يفضل علانيتها سبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا ، وكذا جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها{[283]} .
وعنه في الآيات قال : كان هذا يعمل قبل أن تنزل براءة فلما نزلت براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها انتهت الصدقات إليها ، وعنه قال : هذا منسوخ ، وقوله ( في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) قال : منسوخ نسخ كل صدقة في القرآن الآية التي في سورة التوبة ( إنما الصدقات للفقراء ) وقد ورد في فضل صدقة السر احاديث صحيحة مرفوعة .
( ونكفر عنكم من سيآتكم ) من للتبعيض أي شيئا من سيآتكم لأن الصدقات لا تكفر جميع السيئآت كذا قدره أبو البقاء ، وحكى الطبري عن فرقة أنها زائدة ، وذلك على رأي الأخفش ، قال ابن عطية : وذلك منهم خطأ وقيل إنها للسببية أي من أجل ذنوبكم وهذا ضعيف ، والسيئآت جمع سيئة ووزنها فيعلة وعينها واو ، قال ابن عباس : جميع سيئاتكم ( والله بما تعملون خبير ) يعني من إظهار الصدقات وإخفائها ، وفيه ترغيب في الإسرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.