الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (90)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله :{ بئسما اشتروا به أنفسهم . . . } الآية . قال : هم اليهود كفروا بما أنزل الله وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، بغيا وحسدا للعرب { فباؤوا بغضب على غضب } قال : غضب الله عليهم مرتين بكفرهم بالإنجيل وبعيسى ، وبكفرهم بالقرآن وبمحمد .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل :{ بئسما اشتروا به أنفسهم } قال : بئس ما باعوا به أنفسهم حيث باعوا نصيبهم من الآخرة بطمع يسير من الدنيا . قال : وهل تعرف ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت الشاعر وهو يقول :

يعطى بها ثمنا فيمنعها***ويقول صاحبها ألا تشرى

وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :{ بغيا أن ينزل الله } أي أن الله جعله من غيرهم { فباءوا بغضب } بكفرهم بهذا النبي { على غضب } كان عليهم فيما ضيعوه من التوراة .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة { فباءوا بغضب على غضب } قال : كفرهم بعيسى وكفرهم بمحمد .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد { فباءوا بغضب } اليهود غضب بما كان من تبديلهم التوراة قبل خروج النبي صلى الله عليه وسلم { على غضب } جحودهم النبي صلى الله عليه وسلم وكفرهم بما جاء به .