تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (90)

الآية 90 وقوله تعالى : { بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله } يقول : اشتروا ما [ به ]{[1100]} هلاكهم بما به نجاتهم ؛ وذلك أنهم كانوا آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان إيمانهم به نجاتهم في الآخرة ، فكفروا به ، وذلك هلاكهم ، وبالله التوفيق .

وقيل : { بئسما اشتروا } باعوا به أنفسهم بعرض يسير من الدنيا بعذاب في الآخرة أبدا .

وقوله تعالى : { بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده } قيل : حسدا منهم ؛ وذلك [ أنهم ]{[1101]} قد هووا أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم من أولاد إسرائيل لأنهم كانوا أمته /14 – ب/ فلما بعث من أولاد إسماعيل [ عليهم السلام ]{[1102]} والعرب من أولاده ، كفروا به ، وكتموا بعثه{[1103]} حسدا منهم .

[ وقوله : { أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباه } يعني النبوة والكتاب على محمد رسول الله ]{[1104]} صلى الله عليه وسلم وقيل : { بغيا } أي ظلما ؛ ظلموا أنفسهم بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم{[1105]} وتكذيبهم إياه .

وقوله : { فباءوا } قد ذكرنا في ما تقدم{[1106]} وقوله : { بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين } يحتمل وجهين : قيل : استوجبوا الغضب من الله بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على إثر غضب بكفرهم بعيسى [ عليه السلام ]{[1107]} وبما جاء به ، وقيل : إنما استحقوا اللعنة على إثر اللعنة بعصيان بعد عصيان وذنب على إثر ذنب{[1108]} ، والله أعلم .


[1100]:- من ط م.
[1101]:- من ط م.
[1102]:- ساقطة من ط م.
[1103]:- في النسخ الثلاث: نعته.
[1104]:- من ط م.
[1105]:- أدرج في ط ع بعدها: حسدا منهم ما أنزل الله من فضله.
[1106]:- في تفسير الآية / 61.
[1107]:- ساقطة من ط م.
[1108]:- في النسخ الثلاث: الذنب.