و«ما » في قوله : { بِئْسَمَا } موصولة ، أو موصوفة ، أي : بئس الشيء ، أو شيئاً { اشتروا بِهِ أَنفُسَهُمْ } قاله سيبويه . وقال الأخفش «ما » في موضع نصب على التمييز كقولك : بئس رجلاً زيد . وقال الفراء : بئسما بجملته شيء واحد رُكب كحبذا . وقال الكسائي : «ما » ، و«اشتروا » بمنزلة اسم واحد قائم بنفسه ، والتقدير : بئس اشتراؤهم أن يكفروا . وقوله : { أَن يَكْفُرُوا } في موضع رفع على الابتداء عند سيبويه ، وخبره ما قبله . وقال الفراء ، والكسائي : إن شئت كان في موضع خفض بدلاً من الهاء في به ، أي : اشتروا أنفسهم بأن يكفروا ، وقال في الكشاف : إن «ما » نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس ، بمعنى شيئاً اشتروا به أنفسهم ، والمخصوص بالذم أن يكفروا ، واشتروا بمعنى باعوا . وقوله : { بَغِيّاً } أي : حسداً . قال الأصمعي : البغي مأخوذ من قولهم قد بغى الجرح : إذا فسد ، وقيل أصله الطلب ، ولذلك سميت الزانية بغياً . وهو علة لقوله : { اشتروا } وقوله : { أَن يُنَزِّلَ } علة لقوله : { بَغِيّاً } أي : لأن ينزل . والمعنى : أنهم باعوا أنفسهم بهذا الثمن البخس حسداً ، ومنافسة { أَن يُنَزّلُ الله مِن فَضْلِهِ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب ، وابن محيصن : «أن ينزل » بالتخفيف . { فباءوا } أي : رجعوا ، وصاروا أحقاء { بِغَضَبٍ على غَضَبٍ } وقد تقدّم معنى باءوا ، ومعنى الغضب . قيل الغضب ، الأول : لعبادتهم العجل ، والثاني لكفرهم بمحمد . وقيل : كفرهم بعيسى ، ثم كفرهم بمحمد . وقيل كفرهم بمحمد ، ثم البغي عليه وقيل غير ذلك . والمهين مأخوذ من الهوان ، قيل وهو : ما اقتضى الخلود في النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.