الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞ذَٰلِكَۖ وَمَنۡ عَاقَبَ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبَ بِهِۦ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيۡهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ} (60)

أخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل في قوله : { ذلك ومن عاقب } الآية . قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية في ليلتين بقيتا من المحرم ، فلقوا المشركين ، فقال المشركون بعضهم لبعض : قاتلوا أصحاب محمد ، فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام . وإن أصحاب محمد : ناشدوهم وذكروهم بالله أن يعرضوا لقتالهم ؛ فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام إلا من بادأهم ، وإن المشركين بدأوا وقاتلوهم فاستحل الصحابة قتالهم عند ذلك ، فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { ذلك ومن عاقب } . قال : تعاون المشركون على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأخرجوه ، فوعد الله أن ينصره وهو في القصاص أيضاً .