ثم قال : { ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه }[ 58 ] .
وقيل : معناه : هذا لهؤلاء الذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ولهم مع ذلك القضاء{[47160]} على المشركين الذين بغوا عليهم ، وأخرجوهم من ديارهم .
قال ابن جريج{[47161]} في الآية : هم المشركون ، بغوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجوه ، فوعده الله أن ينصره وقال{[47162]} : إن هذه الآية نزلت في قوم من المشركين ، لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا{[47163]} من المحرم ، فكره المسلمون القتال في الشهر الحرام ، وسألوا المشركين أن يكفوا عن القتال ، فأبى المشركون ذلك فقاتلوهم وبغوا عليهم ، وثبت المسلمون لهم فنصروا عليهم ، فأنزل الله الآية فيكون معنى { ثم بغى } : بدئ بالقتال وهو له كاره لينصرنه الله على من بَغَى عليه . وسمى الجزاء عقوبة لأنه جزاء على عقوبة فسمي باسمه ، كما قال : { الله يستهزئ بهم }{[47164]} و{ مكر الله }{[47165]} وشبهه ، مثل { وجزاء سيئة{[47166]} سيئة مثلها } فالأولى : سيئة والثانية حسنة ، إلا أنها سميت سيئة ، لأنها وقعت إساءة بالمفعول ، لأنه فعل به ما يسوء ، كذلك سمي الجزاء على العقوبة عقوبة لأنه عقوبة بالمبتدئ بالشر .
ثم قال تعالى : { إن الله لعفو غفور }[ 58 ] .
أي : لذو عفو وصفح{[47167]} لمن انتصر به من ظلمة من بعدما ظلمة الظالم ، غفور لمن فعل بمن ظلمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.