قوله عز وجل : { ذلك وَمَنْ عَاقَبَ } ؛ قال مقاتل : وذلك أن مشركي العرب لقوا المسلمين في الشهر الحرام ، فكره المسلمون القتال ، فقاتلهم المشركون فبغوا عليهم ، فنصر الله المسلمين عليهم . فوقع في أنفس المؤمنين من القتال في الشهر الحرام ، فنزل : { ذلك وَمَنْ عَاقَبَ } ؛ يقول : هذا جزاء من عاقب { بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ } ؛ وقال بعضهم : { ذلك } يعني : ما وصفنا من صفة أهل الجنة وأهل النار ، فهو كذلك . فقد تم الكلام { وَمَنْ عَاقَبَ } ابتداء الكلام { بمثل ما عوقب به } في الدنيا ؛ وقال الكلبي : الرجل يقتل وله الحميم ، فله أن يقتل به قاتله .
{ ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ الله } على من بغى عليه ؛ ويقال : إذا زاد على القتل لينصرنه الله ؛ ويقال : إن الرجل إذا وجب له القصاص ، فله أن يقتل أو يأخذ الدية . فإن أخذ أكثر من حقه بالقتل وأخذ الدية { ثُمَّ بُغِىَ عَلَيْهِ } ، أي ظلم عليه ، يعني : غضب عليه أولياء المقتول باستيفاء حقه ، فجنوا عليه ؛ لينصرنه الله ، أي له أن يطلب بجنايته ؛ ويقال له : إذا ظلم على ولي المقتول بالاستطالة بالقتل ، أو بأخذ الدية لينصرنه الله بأخذ حقه . { إِنَّ الله لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } بقتالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.