الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (30)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { نودي من شاطئ الواد الأيمن } قال : كان النداء من السماء الدنيا .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { من شاطئ الواد الأيمن } قال : الأيمن عن يمين موسى عليه السلام عند الطور .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح في الآية قال : كان النداء من أيمن الشجرة . والنداء من السماء . وذلك في التقديم والتأخير .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : نودي عن يمين الشجرة .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { من الشجرة } قال : أخبرت أنها عوسجة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الكلبي { من الشجرة } قال : شجرة العوسج .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ذكرت لي الشجرة التي أوى إليها موسى عليه السلام ، فسرت إليها يومي وليلتي حتى صبحتها ، فإذا هي سمرة خضراء ترف ، فصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فأهوى إليها بعيري وهو جائع ، فأخذ منها ملء فيه فلاكه فلم يستطع أن يسيغه فلفظه ، فصليت على النبي وسلمت ، ثم انصرفت .

وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف البكالي : أن موسى عليه السلام لما نودي من شاطئ الوادي الأيمن قال : ومن أنت الذي تنادي ؟ قال : أنا ربك الأعلى .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر الثقفي قال : أتى موسى عليه السلام الشجرة ليلاً وهي خضراء والنار تتردد فيها ، فذهب يتناول النار فمالت عنه ، فذعر وفزع ، فنودي من شاطئ الوادي الأيمن قال : عن يمين الشجرة فاستأنس بالصوت ، فقال : أين أنت . أين أنت ؟ قيل : الصوت . . أنا فوقك قال : ربي ؟ ! قال : نعم .