الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (29)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فلما قضى موسى الأجل } قال : عشر سنين ، ثم مكث بعد ذلك عشراً أخرى .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال عبد الله بن عباس : لما قضى موسى الأجل سار بأهله فضل عن الطريق ، وكان في الشتاء . ورفعت له نار ، فلما رآها ظن أنها نار ، وكانت من نور الله فقال لأهله { امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر } فإن لم أجد خبراً آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون من البرد .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { آنس } قال : أحس وفي قوله { إني آنست ناراً } قال : أحسست .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لعلي آتيكم منها بخبر } قال : لعلي أجد من يدلني على الطريق . وكانوا قد ضلوا الطريق .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { جذوة } قال : شهاب .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { جذوة } قال : أصل شجرة .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { جذوة } قال : أصل شجرة في طرفها نار .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال { الجذوة } عود من حطب فيه النار .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ « أو جذوة » بنصب الجيم .

وأخرج أبو عبيد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي المليح قال : أتيت ميمون بن مهران لأودعه عند خروجي في تجارة فقال : لا تيأس أن تصيب في وجهك هذا في أمر دينك أفضل مما ترجو أن تصيب في أمر دنياك ، فإن صاحبة سبأ خرجت وليس شيء أحب إليها من ملكها ، فأخرجها الله إلى ما هو خير من ذلك ، فهداها إلى الإِسلام ، وأن موسى عليه السلام خرج يريد أن يقتبس لأهله ناراً ، فأخرجه الله إلى ما هو خير من ذلك : كلمه الله تعالى .

وأخرج الخطيب عن عائشة رضي الله عنها قالت : كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران عليه السلام خرج يقتبس ناراً فرجع بالنبوّة .